السبت، ١١ أغسطس ٢٠٠٧

هبة رؤوف عزت



بصراحة النهاردة كنت عايزة اتكلم عن خطبة الجمعة بتاعة امبارح لانها عجبتنى جداً بس حسيت انى نفسي اعرفكوا عن انسانة جميلة جداً بحبها علي الرغم من انى مشوفتهاش بس حساها اوى كما قال رسولنا الحبيب روى عنه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ . " قرات لها عدة مواضيع وحدثنى صديق عن موقف لها في مطعم كان يعرض اغاني(من الاغاني الكليب اللي موجودة حالياً) وكيف كان تصرفها مع القائمين علي المطعم فأحببتها اكثر وعرفت حينها انه كما يوجد اناس لا يصلون فهناك المصلين وكما يوجد الكذابين يوجد الصادقين وكما يوجد الخائن يوجد الامين ولكننا لا نراهم ممكن تسمحوا لي اخدكم في جولة نبحر في افكارها وآرائها هيا بنا
بداية كيف يمكننا التعريف بالدكتورة هبة رؤوف عزت؟

- مدرس مساعد بقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وتشرف على أبحاث وأنشطة المجتمع المدني بمركز البحوث والسياسة بجامعة القاهرة، ومستشار لشبكة إسلام أون لاين. نت، وعضو مؤسس في رابطة الأمهات المصريات، وعضو مؤسس لحركة حماية التي تهدف إلي حماية الناخب من خداع نائبه في البرلمان بمنع الفائزين من المستقلين بانتخابات مجلس الشعب الأخيرة بالانضمام إلى الأحزاب السياسية، علاوة على حماية حقوق الناخب بشكل عام من خلال متابعة مدى قيام النائب بمهامه ومتابعته لمشاكل الناخب وإذا كان هناك رد على مشكلاته بما يمثل أداة رقابة شعبية (وأم لثلاثة اطفال
هل أنتِ راضية عن أوضاع المرأة في المجتمع؟ ولماذا؟
ـ لا لست راضية بالمرة، لأنه ببساطة ليس وضعاً إسلامياً، وليس هناك تمكين للمرأة ولا تشارك بالدرجة الكافية لا في الحياة العامة المدنية ولا في الحياة السياسية والمشكلة أن الرؤى الإسلامية التي تقدم للمرأة لا تقدم المشاركة في المجتمع ولا تقدم لها دورها كفاعلة فيه، وحين يُقدم لها الإسلام فإنه يكون في صورة تصدها عن المشاركة في المجتمع، معتبراً أن مطالبة المرأة بالحجاب تعني الانعزال عن المجتمع وعدم التفاعل فيه والمشاركة فيه، وأنه يجب عليها أن تهتم بشئون أسرتها ورعاية أبنائها فقط، وهي فكرة في عمومها مشوهة عن الإسلام، فحتى من دفعت بهن جماعية الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت الاستثناء وليست الأصل.
هل ترين أن تراجع وضع المرأة في المجتمع ناتج عن تفريط المرأة في المطالبة بتمكينها وتفعيلها في المجتمع، أم نتيجة ظلم الرجل لها؟
ـ أري السببين معاً، والمسؤولية ملقاة علي عاتق الاثنين، فالمرأة تترك المطالبة بحقوقها المجتمعية وأحياناً تطالب به ولا يترك لها الرجل الفرصة ويعوقها عن أداء دورها لأسباب مختلفة.
لكم تفسير لمعنى القوامة باعتباره لا يرتبط بالمفهوم المادي فقط... ما مفهومك للقوامة التي وضعها الإسلام للرجل على المرأة؟
- المساواة بين الرجال والنساء في الرؤية الإسلامية هي مساواة لها جوانبها المطلقة، كما أن جوانبها النسبية التي تتفق مع اختلاف الاثنين في بعض الخصائص التي تخدم تكاملهما في تحقيق الاستخلاف، الذي يظل هو الإطار الضابط لهذه المساواة والأمانة والمسؤولية التي يتحملها الاثنان في ظل علاقة الولاية الإيمانية ورابطة العقيدة، هذه الخلفية لازمة ولا غنى عنها كإطار كلي لفهم "القوامة" في الرؤية الإسلامية.ورغم أن الأسرة الممتدة هي الإطار الأوسع للأسرة في الرؤية الإسلامية، لكن مفهوم "القوامة" لصيق بخصوصية الأسرة الزوجية الصغيرة وأهميتها، حيث تعد الأسرة الصغيرة نموذجاً مصغراً للأمة وخصائصها، تنعكس فيه القيم الأساسية التي تحكم النظام الإسلامي، ووردت صيغة "القوامة" في الاستخدام القرآني في ثلاثة مواضع، وليس في موضع واحد كما تقتصر معظم الكتابات التي تتناول المفهوم في آية "الرجال قوَّامون…"، بمعزل عن الآيتين الأخريين، حيث ورد اللفظ في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ...} (النساء:34)، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ...} (النساء:135)، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ} (المائدة:8).فالقوامة إحدى صفات المؤمنين - رجالاً ونساء- وترتبط بالشهادة على الناس، وتعني القيام على أمر هذا الدين وفق الشرع، والالتزام بالعدل والقسط وهي صفة من صفات الله - سبحانه - التي يجوز من عباده التخلق بها إذ إنه "القيُّوم".وإذا كانت القوامة على مستوى الأمة هي سمة عامة فإنها مسؤولية تكليفية على الرجل في أسرته في إطار عقد الزواج، وهي في كلا المستويين قرينة التوحيد والعدل.
وتنطوي كلمة "قوَّام" على أمرين مهمين:1- أن يأخذ الرجل على عاتقه توفير حاجات المرأة المادية والمعنوية، بصورة تكفل لها الإشباع المناسب لرغباتها وتشعرها بالطمأنينة والسكن.
2- أن يوفر لها الحماية والرعاية ويسوس الأسرة بالعدل.وتخضع سلطة رب الأسرة للعديد من الضوابط والقيود التي تفسح المجال لأهلية الزوجة والأبناء في التصرف في إطار ما هو مشروع ومسموح به إسلامياً، فرب الأسرة ليس له سلطة على أبنائه الراشدين سوى التوجيه والنصح فقط، وكذلك له سلطة محددة في الإذن بزواج بناته البالغات؛ إن "الدرجة" التي ذكرها القرآن للرجال {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ} (البقرة:228) وهي درجة القوامة، لم تقم على أساس نقص ذاتي في المرأة وإنما على أساس التطبيق العملي والكسبي، فالمراد التفضيل زيادة نسبة الصلاح في الرجل من جهة الرئاسة للأسرة عن صلاح المرأة لها؛ فهي صالحة وهو أصلح والمصلحة تقتضي تقديم الأصلح، وهو ما لا يُعَدّ طعناً في صلاحية المرأة وذاتيتها، بدليل أنها تتولى أمرها وأمر أبنائها عند غياب الزوج في طلب الرزق أو الجهاد ونحوه، أو عند وفاته حتى في ظل رعاية أفراد الأسرة الممتدة لها.
لكن بعض الرجال يفهمون القوامة بشكل مختلف يعتمد على الاستئثار بالرأي فيما يتعلق بشئون الأسرة وقد يصل الأمر إلى حد التسلط؟
- نعم هذا يحدث لكن الشورى أساس القوامة ولا يكتمل فهم أبعاد مفهوم القوامة في الرؤية الإسلامية إلا في ضوء إدراك أهمية الشورى كقيمة أساسية في العلاقات داخل الأسرة المسلمة.
فالشورى ليست خاصة بالمساحة السياسية فقط، ولا هي سمة من سمات الجماعة المؤمنة فحسب، بل هي أيضاً منهج التعامل داخل الأسرة.
فالقاعدة في نظام المنزل الإسلامي هي التزام كل من الزوجين بالعمل بإرشاد الشرع فيما هو منصوص عليه، والتشاور والتراضي في غير المنصوص عليه ومنع الضرر والضرار بينهما، وعدم تكليف أحدهما بما ليس في وسعه.فالقوامة إذاً لا تعني إدارة البيت، فالإدارة شركة بين الرجل والمرأة وحتى الأطفال - كل منهم يقوم بنصيبه في الإدارة - وتدخل الرغبات المعقولة لكل منهم في شأن الإدارة، والإدارة شورى داخل هذه البنية الاجتماعية الصغيرة، ولا ينبغي أن يستبد طرف بالأمر كله، بل تؤخذ آراء كل الأطراف في الاعتبار في حدود الشرع، وتكون القوامة هي الكلمة الفاصلة التي يحتاجها البيت عند نشوب خلاف لا ينهيه إلا كلمة فصل، فرئاسة الأسرة رئاسة شورية لا استبدادية.ويتحمل كل عضو في الأسرة مسؤوليته مصداقًاً للحديث الشريف: "كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الأعظم الذي على الناس راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
ودى المبارزة الفكرية بينها وبين نوال السعداوى


المرأة والدين والأخلاق.. مبارزة فكرية بين د. هبة رؤوف والسعداوى
كتبت: ولاء الشملول - لها اون لاين فى كتاب يعرض لقضايا المرأة ما بين الدين والأخلاق، تجد مبارزة فكرية بين نوال السعداوى الطبيبة والأديبة المصرية، والباحثة الدكتورة "هبة رؤوف عزت" المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وهي مباراة فكرية تنعش التفكير فى عديد من الأمور الخاصة بالمرأة ما بين الدين والأخلاق بكتاب يحمل نفس العنوان : "المرأة والدين والأخلاق" فى سلسلة حوارات لقرن جديد الصادرة عن دار الفكر بدمشق ـ سوريا .
ويحتوى الكتاب على رؤى لقضايا متعددة تطرحها كل من الكاتبتين حول قضايا المرأة ، مع تعقيب لكل منهما على رؤى الأخرى. ونحن نعرض هنا لآراء الدكتورة نوال السعداوى ، وما قدمته الدكتورة هبة رؤوف من تعليق عليها ، وقد آثرنا عرض نص السعداوى وتعقيب رؤوف عليها فقط ، لإيفاء العرض حقه ، مع تقديم نص الدكتورة هبة وتعليق الدكتورة نوال عليه فيما بعد فى موضوع آخر خاصة وأننا وجدنا أن نص الأخيرة مضافاً عليه رد الأولى يمثل حقاً مبارزة عقلية ممتعة ، رغبنا فى إشراك القارئ العزيز فيها. رفض لختان الإناث والذكور
فى البداية تبدى الدكتورة نوال السعداوى اعتراضاَ شديداً على ختان الإناث والذكور معاً ، قائلة أنها ترفض قطع جزء من جسد الطفل أو الطفلة حتى لو كان تحت مسمى الدين! ويجد هذا الرأى رداً من قبل الدكتورة هبة رؤوف ، فترد عليها قائلة أنها تتفق معها فى رأيها حول منع ختان الإناث، استناداً لآراء طبية ودينية ، وتقول أنه يجب أن يكون بمرجعية طبية ، وليس فرضاً دينياً. أما عن ختان الذكور فهناك رأى مختلف، فالدكتورة نوال السعداوى ترى أنه يسبب آلاماً لا تنسى للذكر تجعله يظل متذكراً لها حتى يكبر، مما يدفعه لكراهية كل الكبار الذين تسببوا فى هذا الألم، وكره زوجته أيضاً والعنف معها! وتزعم أن الختان يمنع الاستمتاع الجنسى للرجل باعتبار أن الجزء المقطوع جزءاً عاملاً فى العضو الذكرى، وهنا تأخذ الدكتورة هبة رؤوف عليها عرض منطقها الرافض بدون سند ولا مرجعية علمية حقيقية، وتسوق جملاً مطاطة مثل: "من المعروف فى علم الطب، وفى أحدث الدراسات الطبية" بدون ذكر المصادر التى تتحدث عنها.
هذه الأولى أما الثانية فسعداوي تذكر معلومات تتعارض مع جاء على شبكة الإنترنت التى لجأت إليها الدكتورة هبة لتكشف حقيقة ما تقول الدكتورة نوال، اذ وجدت أن أكثر من نصف المواقع تتحدث وتحيل إلى دراسات تثبت إما وجود منافع ومحاذير أو تؤكد فوائد عملية الختان الطبية فى الوقاية من الإيدز وسرطان العضو التناسلى للرجل، وتفند النظريات التى تقول إن الألم فى الصغر يسبب عقداً نفسية "مع وجود التخدير!".
والحقيقة أن تصادف عرضنا لهذا الكتاب المهم مع خبر نشر على إحدى الشبكات العربية يقول أن الختان يجنب 6 إصابات من أصل 10 ممكنة بمرض الإيدز فى دراسة علمية دولية تؤكد أن ختان الذكور يحد من الإصابة بمرض الإيدز، وقد قام بالدراسة عالم فرنسى. الزعم بأن الله الأنثى!
وبعد رفضها لختان الإناث والذكور، تبدى د. نوال إعجاباً كبيراً بالأساطير الفرعونية لا لشيء سوى لأنها تقدس المرأة، وتجعلها من الآلهة! وتقول إن الأساطير الفرعونية كانت ترمز فيها المرأة إلى الروح المقدسة أو السماء، وتعجب بالمرأة المصرية القديمة التى كانت تنسب إليها أطفالها! إذ كانت إلهة العدل مؤنثة فى مصر القديمة، وهو ما يعكس أن السعداوى تبحث عن الله الأنثى حسب تصورها!
وتعقب عليها الدكتورة هبة فيما يتعلق بهذا المنطق أن إعجابها بالأساطير الفرعونية جعلها ترى أن المشكلة فى الإله كونه الإله الذكر الواحد أصل الوجود ـ كما تتصور، فى حين ترى السعداوى أن الآلهة الأنثى فى الأساطير الفرعونية هى الأصل، لأنها كانت بها آلهة إناث، وهى تريد الله الأنثى ـ كما تقول الدكتورة هبة ـ وتتساءل الأخيرة كيف تجهل الدكتورة السعداوى رغم سنوات العمر الطويلة أن "الله " ليس كمثله شئ ، وأنه ليس ذكراً ولا أنثى، وأن الإشارة له بأنه "هو" مجاز لأن اللغة قاصرة، ولو قلنا "هى" لثارت نفس الإشكالية وأنه لا فرق لو قلنا هو / هى ، لأنه فى النهاية لا "هو" ولا "هى " ، ولا ذكورة ولا أنوثة ، وأن هذا هو جوهر التوحيد فى الإسلام، وتكمل الدكتورة هبة قائلة :"ولكن آثار الماركسية من إنكار الإلهية، ونزعة التركز حول الأنثى التى تمثل د.نوال السعداوى نموذجاً مثالياً لها تحجب كل هذا عن عقلها."
الحجاب
وتحت عنوان : من المرأة الصالحة؟ تقول الدكتورة نوال السعدواى : "أصبح الحجاب المادى أو الروحى أو كلاهما معاً يحجب النساء عن الحياة والسياسة والدين والأخلاق وغيرها تحت دعوى الدين والأخلاق" كما ترى أن الجسد أصبح يرمز إلى الجنس المدنس، والشيطان إلى المرأة ذاتها. ثم تعارض قانون منع الزوجة من السفر، وتتبنى مفهوماً متمرداً عن المرأة، وترى أن المجتمع يرى أن المرأة المثالية هى الخاضعة لزوجها، ولا ندرى لماذا لا تتبنى مفهوم المرأة المتمردة على العادات والتقاليد البالية، وليست المتمردة على أساسيات الدين التى نظمها الله من أجل تنظيم الحياة!
فهى تنتقل بعد هذا إلى انتقاد فتح الباب واسعاً ـ حسب زعمها ـ للرجل لممارسة الجنس خارج الزواج، ومنع المرأة من هذا!
وهنا ترى الدكتورة هبة رؤوف أن ما ذكرته الدكتورة نوال ليس إلا إعادة إنتاج لأفكار نشرتها من قبل عن الحجاب فى الثمانينيات ـ وتمركزت هذه الأفكار حول فكرة قهر المرأة ـ الخاصة بها ـ التى يدخل فيها مع الختان الحجاب، وقد حجبت عن عقلها الكثير من الأفكار ـ كما ترى الدكتورة هبة - ، ودفعها هذا إلى تجاوز معلومات موثقة واجتزاء نصوص معينة، وصياغة حقوق المرأة محاكاة لحقوق الرجل بشكل يثير السخرية أحياناً ويثير الرثاء أحياناً أخرى.
وترى أن الدكتورة السعداوى انطلقت فى تفكيرها من فكرة المرأة الفرد لا من فكرة الإنسان فى إطار جماعة اجتماعية وبينهما ترابطات من الحقوق والواجبات المتبادلة، وبذلك جاءت أفكارها بالغة التطرف والطرافة، فهى تنطلق من مسلمات لا تحاول مناقشتها أو إثباتها، فهى تدعو للمساواة بالرجال حتى لو كان هذا مخالفاً للأخلاق أو للدين أو العدل، فإذا كان الرجل يتمتع بالحرية ويمارسها خارج الأسرة وصولاً للزنا، فإن حرية المرأة تكمن فى مساواتها به، وترك الأخلاق البالية مثل العفة التى أمر الله بها الرجل والمرأة معاً ولم يفرق فى العقاب الدنيوى أو حساب الآخرة بينهما كما تقول الدكتورة هبة فى تعقيبها.
وتضيف أن الطرفين إذا تجاوزا العدل والمساواة والمودة والسكنى وصفا بالنشوز رجلاً كان الظالم أم امرأة، وأن الحقوق والواجبات متبادلة فى شكل دائرى أساسه " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ". سفر الزوجة بمفردها
أما عن قضية سفر المرأة بدون إذن زوجها فتقول د.هبة أن السفر فى البداية من هموم نخبة ضيقة من الراغبات فى السفر للسياحة، أو السياسيات الراغبات فى السفر لمهمة رسمية، وكم عددهن وسط النساء؟ ثم إنها حين تسافر تترك أسرتها المشتركة مع الرجل، ثم تتساءل الدكتورة هبة: هل السفر ممنوع البتة أم أنه وراد بموافقة شريكها فى الأسرة التى تترتب عليها أعباء بسفرها؟ وتعود تتساءل تساؤلاً طريفاً: (أم أنه لا يحق له أن " يفتح فمه " رغم أنه شريك فى الأسرة لمجرد أنه رجل، لو فتح فمه فهو يمارس القهر والظلم؟ ما هذا الإرهاب الأنثوى؟) مضيفة أن الشرع ميزان يضبط الحقوق والواجبات، والأولى هو زيادة دور الرجل فى المجال الخاص، وعودة الأب الغائب، وتحمل الزوج المسئولية التى أهدرها، بل وحق المرأة فى أن تمنع الزوج من السفر بمساعدة القضاء إذا وجدت الزوجة فى ذلك خطراً على الأسرة، وتضرب مثالاً بذلك مثلما حدث عندما غادر الرجال زوجاتهم للعمل بالعراق والخليج، وغاب بعضهم أعواماً طويلة عن اسرهم في مصر، وتحملت الأمهات ما لا يطاق فى تربية أولادهن، وكان الأولى أن يعود الأزواج الذين تحولوا إلى آلات نقدية تمويلية.
معنى الشرف
وتحت عنوان:"علاقة الأخلاق بالدين أو السياسة" ذكرت السعدواى أنها تعارض اختزال الشرف فى غشاء البكارة، وهو ما يتفق وتوجهنا الذى يرى الشرف مفهوماً متكاملاً، ولا يقلل من شرف المغتصبة حتى مع فقدانها لغشاء بكارتها، وتعارض تزويج الفتاة المغتصبة لمن اغتصبها، وهو رأى تتفق فيه معها الدكتورة هبة.
كما ترفض السعداوى الإجهاض فى حالة الاغتصاب، وتربط بين هذا وبين القانون والسلطة فى مجتمعاتنا العربية التى لا تزال طبقية أبوية ـ كما تقول، والسعداوى تكره تعدد الزوجات وتساويه بالزنا، وهنا "تضبط " رؤوف السعداوى فى حالة فكرية متناقضة فهى فى الوقت الذى ترفض فيه تزويج المرأة المغتصبة بمن اغتصبها، تعطى لها حرية الإبقاء على الجنين كى تورثه اسمها، فكيف ترفض أباه وتقبل الابن؟ وكأنها فقط تريده كى يسجل باسمها من سبيل المساواة! تعدد الزوجات
أما عن تعدد الزوجات ومساواته بالزنا فنحن نتساءل: ماذا يسمى تعدد العلاقات غير الشرعية خارج إطار الزواج الشائع جداً فى المجتمعات الغربية إذا كانت السعدواى تعتبر تعدد الزوجات زنا؟ وبخاصة ان هناك دراسة أمريكية أجريت عام 2000 وجدت أن لكل زوج أمريكى علاقة غير شرعية مع 8 نساء فى العام ، والزوجة الأمريكية ترتبط بدورها بأربعة رجال بصورة غير شرعية فى العام؟!.
ثم تنتقل السعداوى لمسالة دينية هى ما يتوافر من الحور العين للرجال وتطالب لم لا يكون كذلك للنساء، وترى عدم المساواة فى هذا، وبخاصة أنها ذكرت أن الرجل سيكون مشغولاً مع الحور العين تاركاً زوجته ـ وهي هنا تتألى على الله وتتحدث عن غيب لاتدري عنه شيئا؟!
ونحن نرى ـ والكلام لدكتورة هبة رؤوف ـ أن هذا فهماً مبتوراً للنص الدينى، والسعداوي لم ترهق نفسها فى البحث فى السنة الشريفة، ولو فعلت لوصلت للحديث الصحيح الذى روته أم المؤمنين أم سلمة حين سألته عليه السلام: يا رسول الله ، نساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظهارة على البطانة. والحديث طويل وثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى فضل الزوجة على الحور العين.
أما بخصوص طرحها لفكرة تعدد الأزواج للمرأة، فهى لا تقول لنا فى حالة قبول هذه الفرضية المضحكة ـ حتى من الناحية العلمية والطبية ـ كيفية الفصل بين أبناء كل زوج من أزواج المرأة ( متعددة الأزواج )! الإنفاق على الزوجة
كما تعرض لموضوع الإنفاق الذى يجعله الدين واجباً على الزوج تجاه الزوجة وتقول عنه أنه يجعل المرأة عالة على زوجها، ويعرضها للإهانة، ونحن وترى د هبة أن هذا حفظاً لكرامة المرأة، فلا أحد ينكر ما قد تتعرض له المرأة من هدر لكرامتها وإنسانيتها وأنوثتها أيضاً فى بعض الأحيان نظير عملها، وهو مهما رفضناه واستنكرناه، فإنه واقع يحدث فى كل دول العالم، وبحسبة بسيطة ندرك أن المرأة هى الفائز فى نظرية الإنفاق، التى لم يضعها الإسلام لإحكام السيطرة على المرأة بل لصون كرامتها. الزواج العرفى
وفى إطار ما أسمته السعداوى (فصل الدين عن حياة النساء والمسيرة نحو التقدم ) تحتفى بالزواج العرفى باعتباره قائماً على الحب والاختيار الحر بين الطرفين، بعيداً عن إجراءات الزواج الرسمية التقليدية، كما ترحب بإقبال وميل عدد من الفتيات لعدم الزواج، وتسعد به لأنه يجرد المرأة من قيمة الأمومة والإنجاب، وهذا كما تزعم؛ يكسبها احترامها وقيمتها، وهو ما نراه نحن خروجاً عن الفطرة والمألوف فى الميل الطبيعى لتكوين أسرة والارتباط بالجنس الآخر.
كما تنادى السعداوي بما تسميه "الزواج المدنى" وليس الشرعي مساواة ببقية العلاقات فى المجتمع!، وذلك بفصل الدين من وضع الزواج، كما تنادى بالمساواة فى الميراث بين الرجل والمرأة وتشيد بحدوث هذا وفق ما تم من قانون وضعى فى بلد أو بلدين بالعالم العربى.
وهنا تنبري الدكتورة هبة لترد عليها بتوضيح أنها فزعة من العلاقة الاجتماعية السوية بين الرجل والمرأة والتى أصلها التراحم وكسر الظلم، وبدلاً من أن تنادى بإصلاح الأسرة ومكافحة الظلم، وضبط ميزان العدل، نجدها منذ البداية تناصب الأسرة العداء، وهو ثأر قديم بين الماركسية والأسرة لا تنسيها إياه الأيام.
وترى د. هبة أن الزواج العرفى الذى تنادى به الدكتورة نوال هو القهر بعينه، حيث لا حقوق للفتاة ولا مسئوليات من جانب الفتى، هذا فى حالة الشباب، أما فى حالة السكرتيرة/ المدير، فهى علاقة زنا مقننة، وتقول: ( ولا أدرى بأى ميزان وزنت د.نوال هذا الزواج الذى هو حقاً أقرب للزنا المقنع والظالم للمرأة منه للحرية والمساواة ؟)
أما عن مطالبة الدكتورة نوال بالمساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث فهذا فى اعتقادنا حد من حدود الله، واستبدال القانون الوضعى بالقانون الإلهى أمر لا تحمد عقباه، وهو أمر توصل لحكمته العديد من رجال الدين من قبل، لما يلقى على الرجل من أعباء مفروضة عليه فيما يتعلق بالإنفاق كواجب يفرضه الشرع .
وننهى هذا العرض الموجز لأهم ما جاء من أفكار ورؤى للدكتورة نوال السعداوى بجملة طويلة استهلت بها أفكارها وقابلها جملة أخرى أنهت بها الدكتورة هبة رؤوف تعقيبها، اذ قالت نوال السعداوي: ( أحلم بعالم آخر لا يشطب فيه أحد على أسماء الأمهات، ولا أحد يسألنى من أبوك؟ وما دينك؟ وما جنسك؟ أو جنسيتك، أو غيرها من الأسئلة التى لا نكف عن سماعها منذ أن نولد حتى نموت.)
واختم بهذا التعقيب الرائع للدكتورة هبه:
:(وأنا سأدافع عن عالم يعرف فيه الابن من أبوه، ويتحمل فيه الأب مسئولية أسرته، وإذا أردت أن أمارس دينى لا يطلب منى أن أمارسه سراً، وأن يصبح جنس الإنسان محترماً، ولا يجبر على التماهى فى جنس آخر أو معاداته ليثبت ذاته، عالم لا يصبح فيه المنكر معروفاً، والمعروف منكراً، ويسود فيه العدل.. واجبات وحقوقا
الله عليكى يا هبة وعلي كلامك الرائع أستاذة، أحبك في الله




هناك ٤ تعليقات:

Friend يقول...

شئ يفرح
يقول الله عز و جل
بسم الله الرحمن الرحيم
( و ألف بين قلوبهم و لو أنفقت ما غى الأرض جميعا ما ألفت بينهم )
صدق الله العظيم

غير معرف يقول...

ايه ده كله00هو انا بقراء جريدة الاهرام00انصحك خلى المدونه بسيطه00يعنى زى المارونجلاسيه00او البونونايه00سلامو عليكو

غير معرف يقول...

و الله الكلام ده جميل اوى لسة الدنيا بخير
يا ريت كل الناس تفكر كدة مرسى ليكى يا عسل

أميرة علاء :)

غير معرف يقول...

رحمنا الله من نوال السعداوى وامثالها الذين يخربون عقول بعض ضعاف النفوس ويضعون السم الوعاف فى العسل المر
واكثر الله من امثال د/ هبه اللهم ثبتها وثبتنا على دينك الحق حتى نلقى وجهك الكريم وتحكم بيننا بالحق

نور الفجر