الاثنين، ١ أكتوبر ٢٠٠٧

اجابات ابحث عنها

من فترة كان في ذهنى عدة اسئلة بعت اسال عن اجابتها وجائنى الرد من الشيخ ابو تقي جزاه الله خيراً واحببت ان اشارككم الاسئلة والاجوبة ولكن لطول الاجابات ساضعها على مرحل لكى تعم الفائدة بإذن الله تعالي:
هل هناك فرق بين النعمة والفتنة أم انهم واحد ولو فيه فرق أرجو التوضيح؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
.إن سؤالك أخيتي هام جدا و لا يمكنني التفصيل فيه في هذه الصفحة لطول البحث الذي قد أفرد له العلماء كتبا ، و لكنني أقتصر على تبيين معنى الفتنة و الابتلاء و البلاء ، و سيتضح لك أن الله يبتلي المرء بالخير و الشر ليختبره و يمتحنه فما على المسلم إلا أن يعرف ربه في الرخاء و الشدة ، فإن أصابته سراء شكر ، و إن أصابته ضراء صبر ، فهو في امتحان دائم إلى أن يتوفاه الله .جماع معنى الفتنة : جاء في " لسان العرب " : الابتلاء والامتحان والاختبار وأصلها مأخوذ من قولك : فتنت الفضة والذهب إذا أذبتها بالنار لتميز الرديء من الجيد أو إذا أدخلته النار لتنظر ما جودته.أما معنى الابتلاء : جاء في " لسان العرب " : بلوت الرجل وابتليته : اختبرته ، وابتلاه الله : امتحنه ، والاسم : البلوى والبلاء. والبلاء : الاختبار و يكون في الخير والشر.وخلاصة معنى الفتنة والابتلاء هو الاختبار والامتحان للإنسان في الشدة والرخاء ، وكذلك لفظ البلاء مع زيادة في المعنى الذي نريده بلفظ (البلاء) وهو الحادث الذي فيه شدة ومشقة وينزل بالمرء لغرض اختباره وامتحانه به.وقد مضت سنة الله في الابتلاء أنه يمتحن عباده بالشر والخير أي يختبرهم بما يصيبهم مما يثقل عليهم كالمرض والفقر والمصائب المختلفة كما يختبرهم بما ينعم عليهم من النعمة المختلفة التي تجعل حياتهم في رفاهية ورخاء وسعة العيش كالصحة والغنى ونحو ذلك ، ليتبين بهذا الامتحان من يصبر في حال الشدة ومن يشكر في حال الرخاء والنعمة ، قال تعالى : ((كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)) ، أي نختبركم بما يجب فيه الصبر من البلايا والمصائب والشدائد كالسقم والفقر وغير ذلك مما يجب فيه الصبر.كما نختبركم بما يجب فيه الشكر من النعم كالصحة والغنى والرخاء ونحو ذلك فيقوم المنعم عليه بأداء ما افترضه الله عليه فيما أنعم به عليه .و الأدلة على الابتلاء بالشر و الخير كثيرة منها :قال الله تعالى : (( و لنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )) .و قال تعالى : ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)).و قال تعالى : ((لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) .قال تعالى ((وإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون ، قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)) .و قال تعالى : ((واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم )).فالمسلم في امتحان دائم في هذه الحياة الدنيا إن بالخير و إن بالشر فما عليه إلا بالصبر حين المصيبة و الرضا و التسليم و عدم الإعتراض ، و الشكر حين النعمة و أداء حقوقها ، مع جواز لجوء المسلم إلى أن يسأل الله تعالى ويدعوه ويتوسل إليه أن لا يمتحنه بما يشق عليه وبما لا ينجح فيه ، وأن يقيه شر الفتن التي قد يتعرض إليها ، ولذلك جاءت الأدعية المأثورة في الاستعاذة بالله من الفتن ، من ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقول : ((اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم ، والمأثم والمغرم ، ومن فتنة القبر وعذاب القبر ، ومن فتنة النار وعذاب النار ، ومن شر فتنة الغنى ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال

ليست هناك تعليقات: