الجمعة، ٢٥ ديسمبر ٢٠٠٩

في ظل معاناتهم لنا فيهم اسوة حسنة1

أنها أمانى الهسي أبنة فلسطين إنها بالتحديد بنت مخيم الشاطئ أماني كامل محمد الاسى 27عام، هى من صنعت من الظلمات نوراً تهتدى بها وتهدى بها وتكون قدوة لمن يريد ان ينجو بنفسه من الظلمات.

أمانى رغم سنها الصغير إلا انها تاريخ حافل بالإنجازات والمعجزات والطرائف ، تقول وتصف أمانى ما أحل بها لقد أنعم الله علي بفقدان البصر ولذلك مثلت هذه اللحظات أسعد لحظات حياتي وستمثلها إلى الأبد ولو عشت ملايين السنين"، وأخيرا ارتسمت البسمة العريضة على وجه هذه الفتاة عندما قالت :" والشيء الأجمل عندما وجدت جميع أهلي بجانبي وشعرت بحنانهم وكم أنا غالية بالنسبة لهم أيضاً شعرت بذلك التضامن الشعبي والأخوي من خلال بعض التنظيمات التي توجهت إلى في المشفى وبالذات تنظيم فتح الذي أرسلني إلى مشفى سان جون في القدس لمعالجتي"، وتعتبر أماني أن أهم فوائد الإصابة أنها غرست في نفسها روح المغامرة والتحدى أكثر فأكثر وتقول :" فلو أنني لم أفقد بصري لما غرست لدى الهواية سواء بالشعر أو الموسيقى أو الاطلاع السياسي" .
تتحدث عن إصابتها فتقول في عام 1987 في «مخيم» الشاطئ في قطاع غزة، عندما كان بعض الصبية الفلسطينيين يكتبون شعارات قرب منزل الأسرة وهاجمت دورية من القوات الاسرائيلية الصبية، لذلك اضطروا الى تسلق جدار منزل اسرتها واختبأوا فيه.

بعدها قدمت هذه الاسرة ملابس للصبية حتى تتاح لهم العودة الى منازلهم دون أن يتعرف عليهم الجنود الاسرائيليون.
واقترح أحدهم أن يخرج أحد أفراد الاسرة من المنزل للتأكد أن المنطقة المجاورة آمنة، ليتمكن بعدها الصبية من التسلل خارج المنزل تفادياً لاعتقالهم. ودون استشارة من أحد اندفعت الطفلة أماني ذات السبع سنوات، الى خارج المنزل لاستكشاف الامر. فور خروجها قذف الجنود قنبلة مسيلة للدموع باتجاه أماني اصابت رأسها في منطقة تعلو حاجبها الايسر. تقول أماني «كانت الإصابة مؤلمة جداً جداً». بعدها حملها والدها المستشفى المحلي في غزة. هناك أبلغه الاطباء انهم لا يستطيعون أن يفعلوا أي شيء، وحالة أماني تتطلب نقلها الى مستشفى متخصص للعيون في مدينة القدس.
تطلب الأمر يوماً كاملاً حتى يستطيع والدها اقناع الاسرائيليين السماح له بالانتقال عبر حاجز الى القدس. عندما وصل الى المستشفى سمع اخباراً غير طيبة. لقد فقدت أماني بصر عينها اليسرى بسبب تمزق داخلي. ثم توالت الاخبار السيئة. قال الأطباء إن الطفلة يمكن أن تفقد بصر عينها اليمنى بسبب الجرح.


بقيت أماني اربع سنوات وهي تبصر بعينها اليمنى، لكن وكما توقع الأطباء فقدت أماني بصرها وأصبحت كفيفة وهي في سن الحادية عشر.

تقول أماني، التي كانت تتحدث من منزلها وهو يبعد بضعة أمتار عن شاطئ البحر في غزة، محاولة تذكر الوقائع «كان الأمر صعباً وتعيساً... لكن كان هناك شيء إيجابي. خلق الحادث روح التحدي في داخلي. فقداني لبصري جعلني اهتم بأمور اخرى مثل السياسة والثقافة والأدب. أماني بعينيها أو بدونهما ما تزال تعيش، فقدت بصري من أجل فلسطين لكن ليس حياتي أو روحي».


تستعين أماني بهذه الروح لتحقيق عدد من اهتماماتها. تعلمت أن تقرأ وتكتب على طريقة برايل ودرست عبرها الأدب العربي. وهي تعزف «الاكوريدون» وتعد برامج متنوعة في إذاعة «صوت العمال».

أمانى وأعمال المنزل (طرائف وغرائب):

إن جميع من يدخل بيت أماني بإمكانه أن يدرك فوراً إذا كانت موجودة أم لا، وذلك من خلال ترتيبها للبيت فأماني معروف عنها الدقة في ترتيب المنزل، بل أن غرفتها لا يمكن أن تجد بها شيء ليس في محله أو شيء مغبر، بل أنها تختلف عن الآخرين في شدة النظافة مع العلم أن أماني تمتلك غرفة لوحدها وذلك طبيعي لأن أختيها متزوجتين، وسنسرد لكم عدة أمور لا يمكن لكم أن تتخيلوا عندما تعرفونها أن أماني فاقدة للبصر فعلا .
أمانى مع الملابس وفرز الالوان
بالطبع تقوم هذه المعجزة بكل ما يمكن أن تتخيلونه مطلوباً داخل البيت من أعمال منزلية، وبالطبع من بينها الغسيل، فتقوم بفرز الألوان، وخاصة الأبيض، وتعليقا على الموضوع قالت أماني :"لا تسألني كيف أقوم بذلك! فأنا أمسك الملابس فأدرك فوراً أن هذا اللون أبيض أو غيره من الألوان"، ومن الطريف أن والدة أماني عادة ما تسألها :"من فرز لك الألوان؟"، فتجيب بأنها من فعل ذلك، وتقول أماني :" أمي عادة ما تقول لي ممازحة (بالتأكيد أنت مبصرة وتخدعينا!)، فأستذكر حينها الآية الكريمة (لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) صدق الله العظيم.

فلكل من فقد الأمل أو يشك في قدوم الفجر بعد الليل لنا في أمانى أسوة حسنة


هناك ٣ تعليقات:

نعكشة يقول...

ما شاء الله

بجد ما شاء الله

بجد بحس ان اطفال فلسطين بيتعلموا ازاي يبقوا رجالة بجد و بنات بجد

يعرفوا يتحدوا الواقع
ويتعايشوا معاه

سبحان الله ماشاء الله تنظف و تفرز الالوان و هي غير مبصرة

ذكرتني بطه حسين مع اختلاف اسباب فقد البصر
ربنا على الظالم يا رب
اتجه برضو للأدب و نبغ فيه

ربنا ييباركلها يا رب

و فعلاً فيهم اسوة ولعلنا نتذكر

تسلمي

سلامٌ عليكِ
........

بعيداً عن الموضوع
في الفقرة الثانية حضرتك كاتبة - أمل و ليس أماني -
أمل رغم صغر سنها إلا انها تاريخ حافل فتقول و تصف أمل ما احل بها

فيه خطأ ما في الجملة

......

أنسانة-شوية وشوية يقول...

نعكشة

فعلاً أطفال فلسطين بيعلموا كبار العالم ازاى يتحدوا الواقع ويتعايشوا معاه بأصرار
انا لما شوفت امانى في التليفزيون وشوفت حيويتها ومرحها مكنتش مصدقة وكمان لما شوفتها وهى بترص الملابس في الدولاب وتطبأها أزاى مكنتش مصدقة بجد بارك الله فيها ورزقها الزرية الصالحة

بالنسبة لملحوظتك عندك حق هراجعهاواناعدلت الاسم مش عارفة ازاى عدت منى دى:)
نورتينى

يا مراكبي يقول...

ونحمد الله الذي عافان مما ابتلى به كثيرا من خلقه .. ونحمد الله على جزيل نعمه تعالى علينا والتي لا ندرك قيمتها إلا لا قدر الله لو فقدناها

---

كلنا ليلى .. حكاية اليوم وكل يوم .. تجربة ليلى التي تحدث عنها في البوست السابق تتطلب من الزوجة إحتواء أكبر لزوجها .. ومصارحة تامة بكل الشكوك تلك .. بدلا من ترك الظنون بينها وبين نفسها .. الزوجة الناجحة هي من تنجح في أن تكون داخل زوجها .. داخل عقله وقلبه .. فلا تتوقع حينها الغدر منه أبدا