الاثنين، ٢٤ أغسطس ٢٠٠٩

هدية رمضان :اخر خطبة لعمر بن عبد العزيز

أيها الناس


إنكم لم تُخلَقوا عبثًا ولن تُتركوا سدى وإن لكم معادًا ينزل الله فيه للحكم فيكم، والفصل بينكم وقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحُرم الجنةَ التي عرضها السماوات والأرض، ألا وأعلموا أنما الأمان غدًا لمَن حذر الله وخافه، وباع نافدًا بباقٍ، وقليلاً بكثير وخوفًا بأمان ألا ترون أنكم في أسلابِ الهالكين، وسيخلفها بعدكم الباقون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين؟

وفي كل يومٍ تشيعون غاديًا ورائحًا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله، فتعيبونه في صدعٍ من الأرض، ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد، قد فارق الأحبة، وخلع الأسباب فسكن التراب وواجه الحساب، فهو مرتهن بعمله، فقير إلى ما قدَّم غني عما ترك، فاتقوا الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقعه، وأيم الله إني لأقولكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما عندي

وما منكم من أحد تبلغنا عنه حاجة إلا أحببت أن أسد من حاجته ما قدرتُ عليه، وما منكم أحدٌ يسعه ما عندنا إلا وودت أنه سداي ولحمتي، حتى يكون عيشنا وعيشه سواء

وأيم الله أن لو أردت غير هذا من الغضارة والعيش، لكان اللسان مني به ذلولاً عالمًا بأسبابه، ولكنه مضى من الله كتاب ناطق وسنة عادلة، يدل فيها على طاعته، وينهى عن معصيته،

ثم رفع طرف ردائه

فبكى حتى شهق

فبكى حتى شهق


وأبكى الناس حوله، ثم نزل فكانت إياها لم يخطب بعدها حتى مات

رحمه الله

يا نفس فاز الصالحون بالتقى *** وأبصروا الحق وقلبي قد عمي
يا حسنـــهم والليل قــد جنهم *** ونورهـــــم يفوق نــــور الأنجــــم

ترنمــــوا بالذكــــر فــي ليلــهم *** فعيشــــهم قد طــــاب بالترنــــم
قلوبــــهم للذكــر قد تفرغـــــت *** دموعهـــم كالؤلــــــــؤ منـــــتظم

أسحارهم بهم لهم قد أشرقت *** وخلع الغــفران خــــير القســــم


ويحـــــــك يانــــفس ألا تيــــقظ *** ينــــفع قــــبل أن تــزل قدمــــي


مضـى الزمان في توان وهوى *** فاستدركي ما قد بقي واغتنمي

الجمعة، ١٤ أغسطس ٢٠٠٩

جدو وعمة ندى

لست من النوع الذي يحافظ علي احلامه وينتظرها ويفكر "هيحلم بأيه النهارده" لا احلم في الغالب اصحى فجراً احياناً علي حلم حلو كان أو غير ذلك ولكن حين معاودتى النوم والاستيقاظ في الصباح لا اتذكر شيئاً ، الاشياء عادة تتغير فأنا هذه الايام احلم به كثيراً استغرب لماذا فلا اجد ما يدعو لذلك
احكى عن ذلك الحلم لزهرتى واقول لها ما تعودت ان يأتينى جدى في احلامى -او انى احلم من الاساس - لانى لست المفضلة لديه فأختى الكبري كانت هى المفضلة بالمعاملة والدلع والهدايا -أن وجد
انا احبه واكن له كل احترام واعلم جيداً انه كان حكيماً علي الرغم انه لم ينل قدر كاف من التعليم ولكنه كان كبير بلدتنا ورأيه مهم لدى الكثيرين وكان بيته لا يخلو من الضيوف من كل مكان داخل البلد وخارجها الجميع يطلب مشورته، وكان يمتلك مخزون هائل من الحكايات
هو من قسم الميراث علي اولاد اخوته وكانت له حكمة غريبة به .اتذكر جيداً الكشكول الاخضر الذي كان يحسب به حسابات الميراث لهم وكيف خرج بأولاد اخويه سالمين وبدون ضغائن- وهو ما نحتاجه الان لأخوالى-
اه لم احكى لكم عن الحلم، فأنا احلم به انا وهو في سطحمنزلنا القديم وهو يعلمنى كيف ازرع وكأن الارض ممتلئة بالطين وانا افحتها وهو ورائي يعلمنى كيف اسقيها واحرثها واذا ببناتى واولاد اخواتى يقفون معى وهو يشير ليً ونظرته مركزة علي الاطفال
تذكرت ذلك الحلم وانا أقرأ فرج لرضوى عاشور واحببت ما قالته عن عمتها وعن نظرتها للحياة واحسست انى فقدت الكثير بعدم قربي من جدى ولكن ولمعرفتى به احسست انى امامه فهى تقول رداً علي سؤال ندى لها عن رأيها في الحياة:
الحياة واسعة وضيقة. لما نكون فيها نزرع ونقلع ونربي ونكبر ونشيل ونحط ونروح ونرجع ونطلع وننزل ونحب ونكره ونحمل الهم وننتظر الفرح، تكون واسعة.ولاننا فيها، عن يمينا ناس وشمالنا ناس وفوقنا وتحتنا ناس ، الكل مهموم او فرحان والكل فيها تبقي واسعة.ولو وقفنا بعيد، نقول ضيقة مثل خرم الابرة، ونقول ايه يعنى نعيش عشان نموت، ونبنى والبنا نهايته هدد،ونعمر والريح تاخد ونكبر ونفتح كفوفنا نلاقيها فاضية. انا بقول لما نعشها نشوفها واسعةحتى لو ضاقت،ولما نفكر فيها من بعيد نشوفها ضيقة وخانقة وبلا معنى او لزوم
جدى وحشتنى ...محتاجينك ...

السبت، ٨ أغسطس ٢٠٠٩

لحظة صدق

لحظة صدق عاشتها معه ، أخذت من كتفه وسادة تريح رأسها المتعبة من كثرة الفكر ، تنظر الي البحر وعمقه وثبات موجاته وكأنه يذكرها بما وصلت إليه مع الله ،اخذت نفساً عميقاً وكأنها تستجمع شجاعتها وقالت بصوت هامس يكاد يسمع ،
* أحـب الصالحين ولسـت منهـم
لعلـي أن أنـال بـهـم شفـاعـة
وأكـره مـن تجارتـه المعاصـي
ولـو كنـا سـواء فـي البضاعـة
يخاطبنـي السفيـه بكـل قـبـح
فأكـره أكــون لــه مجيـبـا
يزيـد سفاهـة فـأزيـد حلـمـا
كعـود زاده الإحـراق طيـبـا
شكوت إلى وكيـع سـوء حفظـي
فأرشدني إلـى تـرك المعاصـي
وأخبرنـي بـأن العـلـم نــور
ونـور الله لا يـهـدى لعـاصـي
انهمرت دموعها قائلة تعلم اننا كنا سوياًً نفس المكان...نفس الزمان...نفس الاحلام.. نسمع نفس الكلام.. حالنا هوحالنا جميعاً معاً. كيف وصلوا الي ما وصلوا اليه من القرب ..اهوعيب بيً فاعرفه واداويه أم ماذا ارتجف قلبها بين ضلوعها وكاد يقف ، سكت الكلام...اعتصرت القلب غصة ...توقف الدمع
لم يقل أكثر من ربطة علي كتفها وهز رأسه يميناً ويساراً ولم يضيف
* قصيدة الامام الشافعى(احب الصالحين ولست منهم)

الأحد، ٢ أغسطس ٢٠٠٩

فضفضة

تساورنى افكار عدة لاتحدث عن اشياء كثيرة كنت احب ان اتحدث عن الاجازة لوحدها ولكن اجدنى افكر في اشياء عدة ممكن متكنش مرتبطة ببعضها البعض ولكن ولانها في النهاية لي وتخصنى فهتكلم فيها واحدة واحدة
الاجازة وسنة الله في كونه ، سبحان الله الذي خلق الانسان ليعمل ويجتهد ويشقي في النهار وفي الليل يستكين ويهدأ ليشعر بالراحة حتى يعاود نشاطه من جديد ، احب تلك القرية جداً لما حباها الله من الهدوء وجمال منظر البحر بها فالبحر يتمتع منظر خلاب يأخذ العقول والالباب للنظر اليه سحر لا يقاوم اول ما رايته ابنتى الصغري اخذت تضحك بشكل هستيري تعبير عن فرحتها نظرت اليها ملياً واذا بي اقول لهم انا مثلها ولكنى ايقنت انى كبرت فلولا الكبر لكان تعبيرى عن فرحتى شبهها فهى تشبهنى كثيراً.
حتى لا يحدث معى مثل العام الماضي وعودتى من الاجازة وكأنى كنت في السودان او حلايب وشلاتين قرر اصدقائي اسداء النصح لي فطلبوا منى شراء واقي من الشمس نصحونى بالذهاب الي صيدلية العزبي لشراء واحد عليه القيمة حتى اتقي ما لا تحمد عقباه، ذهبت واشتريته بالفعل ووضعته بالسيارة واذا بزوجى العزيز يقول لي ان وضعه مع شنطة الكتب وكله في التمام، واعتقد انى شامة رائحة ناظلة في الموضوع لانى بوصولي لم اجد الواقي وانه لم يره وانا لا اخفى عليكم انى انحى حسن الظن جانباً وسوء الظن تقدم حتى تصير الامور كما العام الماضي ويكون له الحق في ان يبحث عن الوجه الجميل- بس علي مين يا ولالالالالالالالاد- ده بعده من الاخر مهما حصل حلايب وشلاتيت حلايب وشلاتين
سعيدة جداً بنجاحى في السنة الثانية لمعهد اعداد معلمى القرآن الكريم كما لك اسعد من قبل لانها تجربة جديدة وطريقة جديدة في التسميع وتحفيز لان السنة الثانية ما هى إلا الخروج من عنق الزجاجة واعتبرها فيصل- مش شارع فيصل طبعاً- فالحمد والشكر لك يا رب
أأومن بشدة ان من يريد النجاح والسعادة سوف يجدهم المهم ان يتأكد من قدرته علي تحقيقهم مع الصبر والدعاء الله اجعلنا ممن نلقاك وانت راض عنهم
اتذكر حكايات جدى جدتى بشكل كثير هذه الايام واتذكر خصوصاً حكاياتهم التى كانت مليئة بالعفاريت والجن لا اعلم سبب لذلك واستغرب لماذا كانت تلك الحكايات ونحن صغار واتذكر خوف الدائم بعد سماع الحكاية ويا سلام ما كان النور يقطع ولا لما امشي في الشارع لوحدى كنت بموت من الخوف- يمكن لانى حاسة انى بقالي كتير مكتبتش حاجة في حكايات جدتي
بحب جدتى جداً وزعلانة من خلانى جداً ومش عارفة اعمل ايه حاسة ان فيه واجب لازم اعمله بس نوعه او شكله ايه بالضبط لسه مقررتش بحاول افكر في الاجازة علي رواقة وربنا يقدر الخير - ادعو لي
آيات قرآنية مأثرة فيا جداً اليومين دول وكل ما احاول أقرأ ومقرأش غيرهم اكيد في سبب ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }

يمكن علشان الآية بتشير أن أعمال الإنسان تترك أثارا على ذريته و أبناءه بعد موته. هذه الأثار قد تكون ذات جانب إيجابي أو جانب سلبي وإن ظلم الإنسان لأبناء الآخرين يؤدي إلى ظلم أبناءه من قبل أناس آخرين
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا


حقيقي والله فضل الله علينا عظيماً