خطر ببالها فجأة وتسآلت في نفسها عن حاله وهل يا ترى كما هو ام تغير وفعلت به الايام ما تفعله، لم تعلم ولم تجبها نفسها لماذا الآن وقد مر علي اخر لقاء بينما اكثر من عشرون عاما كانت هى في بداية الشباب وهو في عنفوانه. اجابت نفسها دون ان تسأل اجل احبتته ولو اردتى ان تعرفي لماذا انظرى الي المكتبة اليس هو من علمنا كيف نقرأ كيف تسمع الكلمات ونرى صداها داخل النفس ونترجمها ونعرف الخبيث من الطيب، اليس هو من علمنا سماع الاذاعة وحلاوة ان نتخيل المشاهد والاحداث والاماكن والابطال، اليس هومن علمنا العشق ، عشق الطبيعة بكل ما فيها ، عشق المكان والزمان، عشق البشر واللغات
فنحن حتى الآن نسمع وقع الكلمات التى نقرأها علي انفسنا ، نحسها، نراها، نتعايش
معها
سرحت واستحضرت تلك الأيام فهى الفتاة الصغيرة التى تعلمت منه كل فنون الحياة، يكبرها هو بما يزيد عن 15 سنة ، كان صديق أخوها الاكبر ، اخوها كان يرهبها وصديقه كان يفتنها، تعلقت به وكانت تنتظر قدومه الي منزلهم بفارغ الصبر.
تتعلل الحجج والأسباب كى تدخل عليهم الحجرة مرة بالشاي الذي يحبه بالنعناع ومرة بالقهوة وتارة بالبسكويت الذي اعدته خصيصاً له وتعلمت طريقه صنعه من حصة التدبير المنزلي
اختفى فجأة من حياتها كيف تقبلت فكرة عدم وجودة ، لماذا الانسحاب او لنقل الهروب، لم تفصح لاخوها عن حبها حتى بعد مرور تلك السنون ولم تعرف اين اختفى الصديق،
في يوم طلبها اخوها للمجئ فوراً فهو يحتاجها في امر بالغ الاهمية وعند تلبية دعوته ابلغها انه يحتاج مساعدتها في اختيار ما يلبسه لان فرح الصديق اليوم لم تستطع انه تحبس دمائها في عينيها ولا دموها في حلقها وتعللت بالبرد الذي يطاردها منذ فترة ولا تستطيع التخلص منه، جهزت له كل شئ وانطلقت حيث لا يراها احد ولتبكي وتبكي كانت تتمسك بالأمل حتى أخر لحظة
تمتمت في نفسها لعله قال فتاة صغيرة امامها الكثير لتعلمه ، مرت الايام ثقيله حتى تعرفت علي زوجها احبته كان الفارق السنى بينهم ليس كبيراً كان في البداية لها عزة وفي النهاية نصر