كنا قد تحدثنا حبيبتى عن القلوب وأن القلب الجسمانى ارتبطت به كل حالات الحب والكره والاعجاب والخوف وما الي ذلك من الاحساسيس فمن صفا قلبه من كل المحبات والخوف والرجاء إلا لله تعالي رزق حب الله له وهنا يكون التأثر قوى عندما يسمع كلام الله سبحانه وتعالي فمنهم من يري ان حبيبه يكلمه ومنهم من يري ان القوى العزيز القهار رب العزة يكلمه فتكون دموع المحبة ودموع الخوف ودموع الرجاء، فلكي تصلي يا ابنتى عليكي بتصفية قلبك لله تعالي فقد قال حبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم : (أن لله آنية من أهل الأرض، وآنية الله من أهل الأرض قلوب عباده الصالحين التي ملأها من محبته وطاعته ومعرفته جل وعلا)
وقد توقفنا علي ان القلوب تصدأ ويوضع عليها اقفال وهى تسمع وترى ، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد فقيل: يا رسول الله وما جلاؤها(طلاؤها) فقال تلاوة القرآن وذكر الموت. وإن البيت الذي يتلى فيه القرآن إتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكه وخرجت منه الشياطين وإن البيت الذي لايتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكه وحضرته الشياطين.
أما عن أقفال القلوب فقد قال الله تبارك وتعالي : قال تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
• فلقد صور الله سبحانه وتعالي القلوب بأن عليها اقفال توصدها فتجعل صاحبها يعرض عن دين الله عز وجل ، ويستكبر عن عبادته ، و يستهان بمعصيته ، و يغفل عن مراقبة الله، ويتهاون في عبادته أو عقابه ، فهذه الأقفال تجعل القلب وكأنه بيت خرب قد أغلقه أهله ثم هجروه سنين طويلة ، فسكنته اى شئ دون الله واصبح مكاناً لرمي النفايات والقاذورات . وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :(إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ )
هنا لاحظت الأم القلق علي وجه ابنتها فقالت: ولكن حبيبتى لا تقلقي فجميع الاقفال لا بد لها مفاتيح فما هى مفاتيح القلوب؟ أتعرفين؟
قالت الابنة: فما هى مفاتيح القلوب؟
قالت الأم: لو احضرنا برطماناً فارغاً واغلقناه جيداً ووضعناه تحت صنبور ماء فهل يدخل شئ من الماء في البرطمان؟ أكيد لن تدخل قطرة ماء واحدة علي الرغم من ان البرطمان فارغاً لا يوجد بداخله إلا الهواء، إذاً فلا بد من فتح البرطمان كى يدخل الماء
اجابت الطفلة: نعم
قالت الأم: فالبرطمان هو القلب والغطاء هو ما نقوم به من ذنوب قد تغلف القلب إلا ان يكون مفتاح القلب معانا فيستحيل معه هذا الغطاء
فهذا المفتاح يا ابنتى هو القرآن الكريم وذكر الله تعالي
فقد قال الله تبارك وتعالي:{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }
فأدعى الله ان نلقاه بقلب سليم .........هنا قالت الابنة وما هو القلب السليم ......قالي الأم: هذا حديث شرحه يطول فلنؤجل حديثنا عن القلب السليم لاحقاً بإذن الله تعالي